الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

مرحبا بك في منتدى الأستاذ الدكتور وليد مقبل الديب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

مرحبا بك في منتدى الأستاذ الدكتور وليد مقبل الديب

الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا بك يا زائر في الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم


    الغفلة!!!

    انتصار
    انتصار


    عدد المساهمات : 1711
    نقاط : 3401
    تاريخ التسجيل : 20/03/2013
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/anaber/

    الغفلة!!! Empty الغفلة!!!

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين أبريل 01, 2013 1:43 am

    بسم الله الرحمن الرحيم



    إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته, وسخر لهم ما فى السماوات وما فى الارض, ورغبهم فى الجنة, ورهبهم من النار, وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من اهوال وكربات عظام, لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:1- 2]
    حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله, وسيرا فى طريق المعاصى والشهوات, وتهاونا بالفرائض والواجبات, فيتساءل: هل يصدق هؤلاء بالجنة والنار؟ أم تراهم وعدوا بالنجاة من النار وكأنها خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115]
    إن حال هؤلاء يصدق فيه قول القائل:
    نهارك يا مغرور سهو وغفلة...وليلك نوم والردى لك لازم
    وشغلك فيما سوف تكره غبه...كذلك فى الدنيا تعيش البهائم

    إن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته, والحق أن كثيرا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة, ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره, وما غفلوا عن اوامره ونواهيه, لان المعرفة الحقيقة تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه, فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية, او ان يراه غافلا, فانس الجاهلين بالمعاصي والشهوات, و أنس العارفين بالذكر والطاعات.

    ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس فى شهواتها. قال الله عز وجل: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:3]

    إن حال هؤلاء ليبنيء عن سكر بحب الدنيا وكأنهم مخلدون فيها, وكأنهم لن يخرجوا منها بغير شيء من متاعها مع ان القران يهتف بنا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر:5]
    إن سكران الدنيا لا يفيق منها إلا فى عسكر الموتى نادما مع الغافلين.

    ومن أسباب الغفلة أيضآ صحبة السوء, فقد قيل: الصاحب ساحب, والطبع يسرق من الطبع, فمن جالس اهل الغفلة والجرأة على المعاصي سري الى نفسه هذا الداء: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:27-29]
    والنبي صل الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله...) الحديث.
    ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إن مجالس الذكر مجالس الملائكة, ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين, فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به, فهو مع أهله فى الدنيا والاخرة.

    إن الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشه عظيمة لا تزول الا بذكر الله تعالى

    واذا كان اهل الجنة يتأسفون على كل ساعه مرت بهم فى الدنيا لم يذكروا الله فيها, فما بالنا بالغافل اللاهي؟
    قال تعالي: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99، 100]

    إنهم عند نزول الموت بساحتهم يتمنون ان يؤخروا لحظات قلائل, والله ما تمنوا عندها البقاء حبآ فى الدنيا ولا رغبة فى التمتع بها ولكن ليتوبوا ويستدركوا ما فات, لكن هيهات {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ:54]
    فيا أيها القاريء الكريم: لقد خلقنا فى هذه الدار لطاعة الله وليست الدنيا بدار قرار:
    أما والله لو علم الانام...لم خلقوا لما غفلوا وناموا
    لقد خلقوا لما لو ابصرته...عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
    ممات ثم قبل ثم حشر...وتوبيخ واهوال عظام
    هيا بنا نقيل على طاعة الله مكثرين من ذكره, مستفيدين من الاوقات فيما يقربنا من جنة فيها ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر:
    إن لله عبادا فطنا...طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا...انها ليست لحي وطنا
    جعلوها لجة واتخذوا...صالح الاعمال فيها سفنا

    اللهم اجعل منهم بمنك وكرمك يارب العالمين ({)

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 3:35 am