الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و
صحبه و من اتبع هداه
و بعد
قال عنه بعض الحكماء : أنه ملك
غشوم , و متسلط ظلوم , و سماه بعض الأدباء بالعسوف و ضده مألوف , و هو طريق المهالك
الخطرة , أمره عن الخير صاد , معاند لا يثمر إلا قبائح الأفعال , و هو للعقل الحكيم
منازع مضاد , ما كان الستر في شيء إلا عمد إلى هتكه , و ما وجد للشر مورد إلى سلكه
بخبثه , يهوي بصاحبه إلى الذل و الهوان , و يدفع بخداعه إلى مصايد الشيطان , سلطانه
كما عرف منيع بكثرة حيله و خفاء مكره , فدواعيه عديدة بعظم شهواته و شبهاته , إذا
صده ذو عقل رزين , سرعان ما يخر مدحورا بالسداد و الرشد و الهدى , أما إن لقي نفسا
زكية تخاف مقام ربها و تخشاه , فلا ريب أنه مغلوب مقهور بحسن حظها الأوفى و بجهادها
الأعلى , فقد قال جل و علا : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوَى }
أما أخطره و أشرسه , من أخفى كيده و مكره , و موَّه
بأفعاله الخسيسة على العاقل , حتى يظن القُبحَ حسنا , و يحسب ما كان ضراً نفعا , و
هذا من شدة دهائه و خداعه , و لعلمه الأكيد بميول النفس لتلك الشهوات المزخرفة ,
فيصورها للمرء بأبهى حلة و بأحسن منظر , و كأنها الحسناء في ليلة عرسها , و هذا ما
يعميه عن إبصار حقيقة الزيف , و يصمه عن سماع مواعظ الحق , و قد قيل في منثور الحكم
من أطاع هواه, أعطى عدوه مناه , و كما قال الأعرابي الحكيم : الهوى هوان , و لكن
غلط باسمه , و الله يعصمنا من الزلل و هو المستعان
صحبه و من اتبع هداه
و بعد
قال عنه بعض الحكماء : أنه ملك
غشوم , و متسلط ظلوم , و سماه بعض الأدباء بالعسوف و ضده مألوف , و هو طريق المهالك
الخطرة , أمره عن الخير صاد , معاند لا يثمر إلا قبائح الأفعال , و هو للعقل الحكيم
منازع مضاد , ما كان الستر في شيء إلا عمد إلى هتكه , و ما وجد للشر مورد إلى سلكه
بخبثه , يهوي بصاحبه إلى الذل و الهوان , و يدفع بخداعه إلى مصايد الشيطان , سلطانه
كما عرف منيع بكثرة حيله و خفاء مكره , فدواعيه عديدة بعظم شهواته و شبهاته , إذا
صده ذو عقل رزين , سرعان ما يخر مدحورا بالسداد و الرشد و الهدى , أما إن لقي نفسا
زكية تخاف مقام ربها و تخشاه , فلا ريب أنه مغلوب مقهور بحسن حظها الأوفى و بجهادها
الأعلى , فقد قال جل و علا : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوَى }
أما أخطره و أشرسه , من أخفى كيده و مكره , و موَّه
بأفعاله الخسيسة على العاقل , حتى يظن القُبحَ حسنا , و يحسب ما كان ضراً نفعا , و
هذا من شدة دهائه و خداعه , و لعلمه الأكيد بميول النفس لتلك الشهوات المزخرفة ,
فيصورها للمرء بأبهى حلة و بأحسن منظر , و كأنها الحسناء في ليلة عرسها , و هذا ما
يعميه عن إبصار حقيقة الزيف , و يصمه عن سماع مواعظ الحق , و قد قيل في منثور الحكم
من أطاع هواه, أعطى عدوه مناه , و كما قال الأعرابي الحكيم : الهوى هوان , و لكن
غلط باسمه , و الله يعصمنا من الزلل و هو المستعان