الرئيسية
جاء في " المفصَّل " - للزَّمخشريِّ - عند بيان
حَرْفَيِ الخِطاب ( وهما الكاف والتَّاء اللاَّحقتان علامة للخِطاب...وتلحقُهما التَّثنيةُ والجمعُ والتَّذكيرُ والتَّأنيثُ؛
كما تلحقُ الضَّمائرَ. قال الله
: ﴿ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾، وقال: ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾، وقال: ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾، وقال:﴿أن تِلْكُمُ
الْجَنَّةُ﴾، وقال: ﴿
حَرْفَيِ الخِطاب ( وهما الكاف والتَّاء اللاَّحقتان علامة للخِطاب...وتلحقُهما التَّثنيةُ والجمعُ والتَّذكيرُ والتَّأنيثُ؛
كما تلحقُ الضَّمائرَ. قال الله
: ﴿ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾، وقال: ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾، وقال: ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾، وقال:﴿أن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ﴾، وقال: ﴿
وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ﴾، وقال ﴿كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ﴾، وتقول: " أنتُما "، و" أنتُمْ "، و" أنتنَّ " ) انتهى.
قال ابن يعيش في " شرح المفصَّل ":
( وتختلفُ هذه الحروف [ حروف الخِطاب ] بحسب أحوال المُخاطَبين؛ كما تختلِف الأسماء؛ فكما تقول: " ضَرَبْتُكَ "، و" ضَرَبْتُكِ "، و"
ضَرَبْتُكما "، و" ضَرَبْتُكم "، و" ضَرَبْتُكنَّ "؛ فكذلك تختلفُ هذه الحروف:فإذا كانَ المُخاطَبُ مُذكَّرًا؛ فَتَحْتَ؛ نحو قولك: " كيفَ ذلكَ الرَّجل يا
رجُل؟ "؛ ذَكَّرْتَ اسمَ الإشارة بقولك: " ذا "، وفتَحْتَ الكافَ؛ حيثُ كانَ المخاطَبُ مُذكَّرًا. قال الله
: ﴿ذَلِكَ الكِتَابُ﴾، وقال: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾.فإنْ خاطَبْتَ امرأةً؛ كَسَرْتَ الكافَ؛ فقُلتَ: " كيفَ ذلكِ الرَّجل يا امرأة؟ "؛ ذَكَّرْتَ " ذا "؛ لأنَّه إشارةٌ إلى الرَّجُل، وكَسَرْتَ الكافَ؛ لأنَّ المُخاطَب مُؤنَّث، قال الله
: ﴿كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ﴾.فإنْ خاطَبْتَ اثْنَيْن؛ ألحقتَ الكافَ علامةَ التَّثنية، مُذكَّرًا كان أو مُؤنَّثًا؛ كما تفعل
إذا كانَتِ اسمًا؛ نحو: " ضَرَبْتُكُما "؛ فتقول: " كيف ذلكما الرَّجُل يا رجلان؟ "؛ أفردتَّ " ذا "؛ لأنَّ المسؤول عنه
واحد، وثنَّيْتَ الكافَ؛ لأنَّ الخطابَ مع اثنين، قال الله
: ﴿
ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾؛ لأنَّ الخطابَ مع صاحِبَيْ يوسُف. وَلَوْ كَانَ
المسؤول عنه مُؤنَّثًا؛ لأنَّثْتَ الإشارة؛ فكنتَ تقول: " كيفَ تِلْكُما المرأة يا رجلان؟ "، قال الله: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾؛ أنَّثَ الإشارةَ؛ لتأنيث المُشار إليه، وثنَّى
الخِطاب؛ إذْ كانَ المُخاطَب آدم وحوَّاء - عليهما السَّلام -.فإنْ كان المُخاطَب جمعًا: إنْ كانوا مُذكَّرِين
ذَكَّرتَ وجَمَعْتَ، وإنْ كُنَّ مُؤنَّثاتٍ أنَّثْتَ وَجَمعْتَ؛ تقول: " كيف ذلكمُ الرَّجُل يا رجال؟ "، قال الله:
المسؤول عنه مُؤنَّثًا؛ لأنَّثْتَ الإشارة؛ فكنتَ تقول: " كيفَ تِلْكُما المرأة يا رجلان؟ "، قال الله
: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾؛ أنَّثَ الإشارةَ؛ لتأنيث المُشار إليه، وثنَّى الخِطاب؛ إذْ كانَ المُخاطَب آدم وحوَّاء - عليهما السَّلام -.فإنْ كان المُخاطَب جمعًا: إنْ كانوا مُذكَّرِين
ذَكَّرتَ وجَمَعْتَ، وإنْ كُنَّ مُؤنَّثاتٍ أنَّثْتَ وَجَمعْتَ؛ تقول: " كيف ذلكمُ الرَّجُل يا رجال؟ "، قال الله
: ﴿
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾. فإنْ كانَ المُشارَ إليه أيضًا جمعًا؛ قُلْتَ: " كيف أولئكم الرَّجال يا رِجال؟ "، قال الله : ﴿وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ
سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾. وتقول: " كيف ذلِكُنَّ الرَّجُل يا نسوة؟ "، إذا كُنَّ جمعًا، قال الله: ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾.فاعْرِفْ ذلك وقِسْ عليه ما يأتي منه؛ فاجْعَلِ الأوَّل للأوَّل، والآخر للآخر، وعامِلْ كُلَّ واحدٍ مِنَ المُشارِ إليه والمُخاطَب مِنَ التَّثنية والجَمْع والتَّذكير والتَّأنيث بحسب حاله على ما وَصَفْتُ لكَ. وكذلك حُكم التَّاء في " أنت ": تكسرها
مع المُؤنَّث، وتفتحها مع المذكَّر، وتُثنَّى مع المُثنَّى، وتُجمَع مع الجمع ) انتهى.
: ﴿وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾. وتقول: " كيف ذلِكُنَّ الرَّجُل يا نسوة؟ "، إذا كُنَّ جمعًا، قال الله
: ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾.فاعْرِفْ ذلك وقِسْ عليه ما يأتي منه؛ فاجْعَلِ الأوَّل للأوَّل، والآخر للآخر، وعامِلْ كُلَّ واحدٍ مِنَ المُشارِ إليه والمُخاطَب مِنَ التَّثنية والجَمْع والتَّذكير والتَّأنيث بحسب حاله على ما وَصَفْتُ لكَ. وكذلك حُكم التَّاء في " أنت ": تكسرها مع المُؤنَّث، وتفتحها مع المذكَّر، وتُثنَّى مع المُثنَّى، وتُجمَع مع الجمع ) انتهى.
وتصرُّفُ الكاف الحرفيَّة تصرُّفَ الاسميَّة إنَّما يكونُ في الغالِب؛ قال ابن هشامٍ في " أوضح المسالك ":( وإذا كانَ المُشارُ إليه بعيدًا لَحِقَتْهُ كافٌ حَرْفيَّةٌ تتصرَّفُ تَصرُّفَ الكاف الاسميَّة غالبًا، ومن غَيْرِ الغالب: ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ ) انتهى
والله أعلم.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله،
وسلَّم.
