قال السُّهَيْلِيُّ
-- في «الرَّوض الأُنُف»:
( وأرادَ
ﺑ«جُمَادَى» الشَّهْرَ. وكانَ هذا الاسمُ قَدْ وَقَعَ علَى هذا الشَّهْرِ في زَمَنِ
جُمودِ الماءِ، ثُمَّ انتقلَ بالأهِلَّةِ، وبَقِيَ الاسمُ عليه، وإن كان في
الصَّيْفِ والقَيْظِ، وكذلك أكثَرُ هذه الشُّهورِ العَرَبيَّةِ، سُمِّيَتْ بأسماءٍ
مأخوذةٍ من أحوالِ السَّنةِ الشَّمسيَّةِ، ثُمَّ لَزِمَتْها، وإنْ خَرَجَتْ عَن تلك
الأوقاتِ ). [شرح شواهد شرح الشافية، للبغداديِّ:
279].
وقالَ ابنُ الأنباريِّ
--:
( ويُحْكَى أنَّ العَرَبَ حينَ
وَضَعَتِ الشُّهورَ؛ وافقَ وَضْع الأزمِنة؛ فاشتُقَّ للشَّهْرِ معانٍ من تلك
الأزمنةِ، ثُمَّ كثرَ حتَّى استعملوها في الأهلَّةِ، وإن لم تُوافِقْ ذلك
الزَّمانَ؛ فقالوا: «رَمَضان» لَمَّا أرمضتِ الأرضُ من شدَّةِ الحَرِّ، و«شَوَّال»
لَمَّا شالتِ الإبِلُ بأذنابِها للطُّروقِ، و«ذو القَعْدة» لَمَّا ذَلَّلوا
القِعدانَ للرُّكوبِ، و«ذو الحِجَّةِ» لَمَّا حَجُّوا، و«المُحَرَّم» لَمَّا
حَرَّموا القتالَ، والتِّجارةَ، و«صَفَر» لمَّا غَزَوْا فَتَركوا دِيارَ القومِ
صِفْرًا، وشهر «رَبيع» لَمَّا أربعَتِ الأرضُ، وأمرعَتْ، و«جُمادَى» لَمَّا جمدَ
الماءُ، و«رَجَب» لَمَّا رَجَّبوا الشَّجَرَ، و«شَعْبان» لَمَّا أشعبوا العود ).
[شرح شواهد شرح الشافية، للبغداديِّ:
280].
قالَ ابنُ دُريدٍ --:
( لَمَّا نَقَلوا أَسماءَ
الشُّهورِ عَنِ اللُّغةِ القديمةِ؛ سمَّوْها بالأَزمنةِ الَّتي هي فيها؛ فوافَقَ
رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرِّ وشِدَّتِهِ؛ فسُمِّي بهِ ). [لسان العرب: مادَّة (رمض)].
ونَقَلَ الحافظُ ابنُ كثيرٍ -- في «تفسيرِه» عَن عَلَمِ
الدِّين السَّخَاوِيِّ -- قولَهُ -فِي جُزْءٍ سَمَّاهُ «المشهور في
أسماء الأيَّام والشُّهور»-: ( وكانتِ الشُّهُورُ في حِسابهم لا تدورُ )
وعلَّق ابنُ كثيرٍ قائلاً: ( وفي هذا نَظَرٌ؛ إذْ كانت
شُهورهم مَنُوطةً بالأهلَّةِ؛ فلا بُدَّ مِن دَوَرانها؛ فلعلَّهُمْ سَمَّوْهُ [أي: جُمادَى] بذلكَ أَوَّلَ ما سُمِّيَ عِند جُمودِ الماءِ في
البَرْدِ ). [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير:
الآية (36) من التَّوبة].
والله تعالَى أعلمُ.
-- في «الرَّوض الأُنُف»:
( وأرادَ
ﺑ«جُمَادَى» الشَّهْرَ. وكانَ هذا الاسمُ قَدْ وَقَعَ علَى هذا الشَّهْرِ في زَمَنِ
جُمودِ الماءِ، ثُمَّ انتقلَ بالأهِلَّةِ، وبَقِيَ الاسمُ عليه، وإن كان في
الصَّيْفِ والقَيْظِ، وكذلك أكثَرُ هذه الشُّهورِ العَرَبيَّةِ، سُمِّيَتْ بأسماءٍ
مأخوذةٍ من أحوالِ السَّنةِ الشَّمسيَّةِ، ثُمَّ لَزِمَتْها، وإنْ خَرَجَتْ عَن تلك
الأوقاتِ ). [شرح شواهد شرح الشافية، للبغداديِّ:
279].
وقالَ ابنُ الأنباريِّ
--:
( ويُحْكَى أنَّ العَرَبَ حينَ
وَضَعَتِ الشُّهورَ؛ وافقَ وَضْع الأزمِنة؛ فاشتُقَّ للشَّهْرِ معانٍ من تلك
الأزمنةِ، ثُمَّ كثرَ حتَّى استعملوها في الأهلَّةِ، وإن لم تُوافِقْ ذلك
الزَّمانَ؛ فقالوا: «رَمَضان» لَمَّا أرمضتِ الأرضُ من شدَّةِ الحَرِّ، و«شَوَّال»
لَمَّا شالتِ الإبِلُ بأذنابِها للطُّروقِ، و«ذو القَعْدة» لَمَّا ذَلَّلوا
القِعدانَ للرُّكوبِ، و«ذو الحِجَّةِ» لَمَّا حَجُّوا، و«المُحَرَّم» لَمَّا
حَرَّموا القتالَ، والتِّجارةَ، و«صَفَر» لمَّا غَزَوْا فَتَركوا دِيارَ القومِ
صِفْرًا، وشهر «رَبيع» لَمَّا أربعَتِ الأرضُ، وأمرعَتْ، و«جُمادَى» لَمَّا جمدَ
الماءُ، و«رَجَب» لَمَّا رَجَّبوا الشَّجَرَ، و«شَعْبان» لَمَّا أشعبوا العود ).
[شرح شواهد شرح الشافية، للبغداديِّ:
280].
قالَ ابنُ دُريدٍ --:
( لَمَّا نَقَلوا أَسماءَ
الشُّهورِ عَنِ اللُّغةِ القديمةِ؛ سمَّوْها بالأَزمنةِ الَّتي هي فيها؛ فوافَقَ
رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرِّ وشِدَّتِهِ؛ فسُمِّي بهِ ). [لسان العرب: مادَّة (رمض)].
ونَقَلَ الحافظُ ابنُ كثيرٍ -- في «تفسيرِه» عَن عَلَمِ
الدِّين السَّخَاوِيِّ -- قولَهُ -فِي جُزْءٍ سَمَّاهُ «المشهور في
أسماء الأيَّام والشُّهور»-: ( وكانتِ الشُّهُورُ في حِسابهم لا تدورُ )
وعلَّق ابنُ كثيرٍ قائلاً: ( وفي هذا نَظَرٌ؛ إذْ كانت
شُهورهم مَنُوطةً بالأهلَّةِ؛ فلا بُدَّ مِن دَوَرانها؛ فلعلَّهُمْ سَمَّوْهُ [أي: جُمادَى] بذلكَ أَوَّلَ ما سُمِّيَ عِند جُمودِ الماءِ في
البَرْدِ ). [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير:
الآية (36) من التَّوبة].
والله تعالَى أعلمُ.