الرئيسية
((ثمرات الجهل))
اما شجرة الجهل فتثمر كل ثمرة قبيحة من الكفر والفساد والشرك والظلم والبغى والعدوان والجزع والهلع والكنود والعجلة والطيش والحدة والفحش والبذاء والشح والبخل .
ومن ثمرته الغش بالخلق والكبر عليهم والفخر والخيلاء والعجب والرياء والسمعة والنفاق والكذب واخلاف الوعد والغلظة على الناس والانتقام ومقابلة الحسنة بالسيئة والامر بالمنكر والنهى عن المعروف وترك القبول من الناصحين وحب غير الله ورجاؤه والتوكل علية وايثار رضاه على رضا الله وتقديم امره على امر الله والتماوت عند حق الله والوثوق بما عند حق نفسة والغضب لها والانتصار لها فاذا انتهكت محارم الله لم ينبض له عرق غضبا لله فلا قوة في امرة ولا بصيرة في دينة ....
ومن ثمرتها الدعوة الى سبيل الشيطان والى سلوك طريق الغى واتباع الهوى وايثار الشهوات على الطاعات وقيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال ووأد البنات وعقوق الامهات وقطيعة الارحام واساءة الجوار وركوب مراكب الخزى والعار وقال تعالى (وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شىء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به بستهزءون) الاحقاف_26
فقد وصف اهل الشقاء كما ترى بعدم العلم وشبههم بالانعام تارة وتارة بالحمار الذى يحمل الاسفار وتارة جعلهم اضل من الانعام وتارة جعلهم شر الدواب عنده وتارة جعلهم امواتا غير احياء وتارة اخبر انهم في ظلومات الجهل و الضلال وتارة اخبر ان على قلوبهم اكنة وفى اذانهم وقرا وعلى ابصارهم غشاوة وهذا كلة يدل على قبح الجهل وذم اهله وبغضه لهم .كما انه يحب اهل العلم ويمدحهم ويثنى عليهم قال تعالى (ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا ) الفرقان _44
وبقوله (فانك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء ) الروم _52
وهذا الضرب شر البرية يضيقون الديار ويغلون الاسعار وعند انفسهم انهم يعلمون ولكن ظاهرا من الحياة الدنيا وه عن الاخرة هم غافلون ويعلمون ولكن مايضرهم ولا ينفعهم وبنطقون ولكن عن الهوى ينطقون ويتكلمون ولكن بالجهل ويتكلمون ويؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت ويعبدون ولكن يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويجادلون ولكن بالباطل ليدحضوا بة الحق ويبيتون ولكن ما لا يرضى من القول يبيتون ويدعون ولكن مع الله الها اخر يدعون ويذكرون ولكن اذا ذكروا لا يذكرون ويصلون ولكنهم من المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ويحكمون ولكن حكم الجاهلية يبغون ويكتبون ولكن يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا بة ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون ويقولون انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون واذا قيل لهم امنوا كما أمن الناس قالوا انؤمن كما أمن السفهاء؟! الا انهم هم السفهاء ولاكن لا يشعرون فهذا الضرب ناس بالصورة وشياطين بالحقيقة وجولهم اذا فكرت فهم حمير او كلاب او ذئاب ! من كلام ابن القيم رحمه الله في كلامة عن هذه الايات
