الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

مرحبا بك في منتدى الأستاذ الدكتور وليد مقبل الديب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

مرحبا بك في منتدى الأستاذ الدكتور وليد مقبل الديب

الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا بك يا زائر في الأكاديمية العالمية لاستقامة الأداء القرآني والنبر في القرآن الكريم


    رمضان فرصة

    انتصار
    انتصار


    عدد المساهمات : 1711
    نقاط : 3401
    تاريخ التسجيل : 20/03/2013
    الموقع : https://www.facebook.com/groups/anaber/

    رمضان فرصة  Empty رمضان فرصة

    مُساهمة من طرف انتصار الإثنين يوليو 01, 2013 11:18 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من ميزات شهر رمضان أنه يوحِّد الناس في كثير من عاداتهم وعباداتهم، ويخلِّصُهم إلى حدٍّ كبير من الفوارق والتباينات التي تقف حائلاً بينهم.. فالكل في رمضان يأكل ويشرب في نفس الوقت تقريباً، والكل يجتمع على الصلاة في نفس الوقت أيضاً؛ فصلاة الفجر التي قد يسهو عنها البعض في الأيام العادية يؤديها الجميع في رمضان حاضرة بحكم قيامهم للسحور، وصلاة العشاء التي ينشغل عنها كثيرون في أيام السنة تراهم يجتمعون عليها في رمضان وبالمسجد حرصاً على أداء صلاة التراويح.

    وفي رمضان أيضاً يشعر الجميع بمعاناة واحدة.. معاناة الجوع والعطش والضعف، ويحسون جميعهم بمعنى الافتقار والحاجة إلى الله تعالى، طالبين رضاه ورحمته وقبول طاعتهم من لدنه سبحانه.
    ويلتئم شمل الأسرة أيضاً في رمضان على نحو لا تعتاد عليه في الأيام الأخرى.. فالأفراد جميعاً يعودون من أشغالهم إلى بيوتهم قبيل أذان المغرب، ويستيقظون من نومهم قبيل أذان الفجر؛ فتجتمع الأسرة كلها على مائدتي الإفطار والسحور، يبدأون معاً وينتهون معاً..

    ومن فضائل رمضان أيضاً أنه يُمَتِّن الترابط والتواصل بين الناس أقارب وجيراناً وأصحاباً.. فنجد العديد منهم يتحبَّبون لبعضهم بعضاً بالزيارات والدعوات وصلات الرحم والسَّمَر بعد العشاء..
    ولذلك كان على المسلمين واجب اغتنام تلك الظروف الطيبة التي يُهيئها رمضان لتجديد صلات الوئام بينهم، وأن يجعلوا هذا الشهر فرصة للتقارب وإزالة ما علق بهم من آثار التشاحن والتباغض والنفور، إن كان داخل نطاق الأسرة أو خارجه، مستغلين الأجواء الإيمانية التي يعيشونها والتي تعمل أصلاً على تقوية الحالة الروحية للمسلم وتعميق معاني الخير والأخلاق الكريمة في نفسه.

    فقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ ولا يصخبْ ولا يجهلْ، فإن شاتمه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائمٌ (مرتين)" إنما هو تدريب للمسلم ليُوطِّن في نفسه مكارم الأخلاق ويُخلِّصها من شائناتها؛ فهو يأمر الصائم بأن لا يسيء إلى أحد بقول فاحش أو صراخ أو غضب أو تسفيه أو مخاصمة أو تشاحن حتى وإن تعرَّض لمثل ذلك، وأن عليه أن يرد على ما يؤذيه من الغير بقول عبارة واحدة فقط هي: "إني صائم". ويقولها مرتين؛ المرة الأولى لإطفاء غيظه وتأديب نفسه، والثانية تأديباً لمن تجاوز حرمة رمضان فيه فشاتمه أو سابَّه؛ فيكون ذلك من باب تربية الغير بالقدوة الحسنة وعدم رد السوء بمثله.

    وأما من أصرَّ على الخطأ والفظاظة فلا نَصيب له من صومه؛ لأنه خالف حقيقة الصيام وغايته. قال صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وقال مُعَلِّقاً على من لا يُؤثِّر فيه الصيام ومعانيه: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"!

    إن مما ننبِّه إليه وندعو لاجتنابه ما يمارسه بعض الصائمين إذا دخل رمضان، فيحجزون أنفسهم بين أسوار (العصبية) وشدة الانفعال، ويضيقون على ذواتهم وعلى أهليهم، ويصطنعون الفظاظة والنفور من الناس، كل ذلك بحجة الجوع والعطش والتعب، فيسيئون لأنفسهم ويفسدون علاقاتهم بأحبابهم وخلانهم، ويضيعون بذلك فرصة ثمينة كان عليهم استثمارها في سبيل مزيد من الوئام وليس مزيداً من الخصام.

    إن الله تعالى لا يأمر بالعبادة حتى يعذب الناس أو يحرجهم، بل إن دين الله رحمة للعالمين كما يقول تعالى -مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. وهو ما يجب أن يفرحهم، وقال سبحانه: {قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.

    د. منذر زيتون

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 5:48 pm